السبت، 7 أغسطس 2010

مَلائِكةَ السَمَـاءِ





اغـْضَبـِي يَـا مَلائِكةَ السَمَـاءِ

حَطِمي الكَوَاكِبَ والمجرات.. انُثرِي النـُجُوم .. اضْرِِبي الأَرْضَ
بسياطِ العَذابِ ، احرقِـيهَا .. مَزقـِي صَفحة السَماء ِ...
وأَمْطِري بحِجَارةٍ من سِجيل ... و انثُري البَحارَ عَلى الجِبالْ ...
أزِيلِي رمال الصَحرَاء وذريها في الهواء ..
قَطِعِيها أشْلاء ً ..إطحـَـنيها .. لِتـُصبِح غـُباراً فِي الفَضَاء ..
أطْفِئي نُورَ القَمَر مِن حِقْدِي ... وَ أذِيبِي الشَمْسَ مِن غَضَبِي ...
حَطِمي الكَوْن ... كَسرِيه ... فحِقْدِي عَليهَا بِلا حُدُود ...

لِمَاذا يَا هَذا ؟
ألا تَرْحَم مَن رَحِمَهُ الإلَهُ برحَمتِه !
لِمَاذا تـُُمِيتُ مَن أَحيَاهُ الجَبَارُ بقُدرَتِه ؟


هِيَ السبَبْ ..
لماذا تـُميتُ قَلبيَ الذِي أحياهُ الربُ بمَحبتِه
لِما تـُنهِـِي حَياتِي قَبلَ أنْ يأذَن الخَالقُ بأخذِ ودِيعتِه
انتـَـشِلوا الأرْضَ الواقِفةَ عَـليها ... واخْسِفوهَا عَلى أعـقَابِها
فَهيَ التِي لا تَسْـتَحق أن تَستنشِقْ هَواءَ الـدُنيا ... أو تَشربْ مِن مَائِها
فَهيَ شيطانة ٌ إنسية ...


لِماذا يَا هذَا ؟ ومَا الفائدَة مِن كُلِ ذالكْ ؟


قَتلتنِي فِي حَياتي .. و ألبَستْني كَفنَي فِي مِهادي ...
خَانَتـْـني ... ذَهبتْ لغَيري وتـَركتـْـنِي
ذَهبَت للذِي أساءَ لها .. للذي هَتكَ عِرضَها ...
لتَستـُرَ ما حَدَثَ لهَا .. لِتحفَظ مَاءَ وجْهِهَا !



أيَرضَى الإلهُ بهَذَا ؟
فَاحِشَة وزمانٌ يَمضِي .. بآهاتِها اعتَرفتْ لي .. فَتقبلْ به خَيمةً لهَا ...
تَسَتـُرا ً للفضيحةِ العمياءِ ... آآآه ٍ يا ملائكةَ السماءِ

سياطُ النارِ دَعيها تـُقطع جِـلد ظهْرِهِ ... و بمقامع ِ الحديد ِ
أضربوهُ على رأسه ِ... وهي مَعه .. فالرَاضِي بالفعل كفاعله ِ !
اضرِبوا بالتسع ِالكواكبِ على بَيتِهم 
اجْعَـلوا الشُهبَ كالبرقِ الصَاعِق يَخْطِفُ أبصَارَهُم..
و صوتُ الرَعد ِ صُراخِي يَصم أذانهُم .. و النَيَازِك كالغَضَبِ النازلُ فَوقَ رُؤوسِهمْ
سَتجِدونَها عَـلى صَدره .. تنـْظرُ إلىَ عَينَيه .. وهَو يَستمتعُ بفعلته ِ!!

سَأحرثُ الأرضَ بقدمَي ... وأنتزعُ الأشجارَ بيَدي
رَاحلا ً... هَارباً إلى مَن بذَكائهَا تَفهمُني ... وإلى قلَبهَا أدخَلتْني
بحنانٍ احتـَوتـْنِي ... تـَضحكُ لمَسرتي وتَحْزَن لشَقاتِي ..


مَنْ هِي يا هَذا ؟

سَتعرِفُونَها بأنـْفسِكم ... فَهِيَ الوَجهُ السَاطِعُ عَلى وَجهِ الأرْض
نُورُها سَيـُعمي أعيُنكمْ ... وبشعرِها الأسود سَتنبَهِرُ عُقولكَم ..
وبسَوادِ عَينَيهَا سَتسْحَركـُم .. أحْموهَا ولا تـُؤذوهَا بعذابكِم ...
فليسَ لديَ بعدَ الخِيانَةِ غَيرَها ..



لنْ تنجو حتى هيَ .. فلنْ نـُبقِـي لكَ فيهَـا بَاقـِيه ؟


لا !
إلا هِيَ ... دَعُوَها .. ابتـَعِدوا عَنهَا... لا تـُؤذوهَـا .. لااا


نـَزَلتْ مَلائِكة ُ العـَذاب ِ ... صَالتْ وجَالتْ ...
فـَلمْ يبْقى مِن الكـَون إلا غُبـَارُه ..لم يَبقى إلا قـَلبي القـَاسي ...

مُعَـلق فِي الفـَضَاء ... يَنتظِر حُكمَ القضَاء !

.
.



علي البحراني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق