الثلاثاء، 10 أغسطس 2010

فـوق التراب



تمر على الإنسان لحظات
يشعر بأنه وحيد ! وأن الموت هو الصديق

خاطرة كتبتها
بعنوان .. ( فوق التراب )

.
.
.
صُـراخ ..

بـُكـاء ..
وأنَـا ؟

تـَائِه ٌ..
هـَائِمٌ ..



صُدَاع ٌحَطـَم جُمْجُمَتي ..

صِرَاع ٌ مَزَقَ حَيَاتِي ..

هِيَ كـَلِمَة .. وَكـَفـَانِي فـَلسَفة ..

فِرَاق ٌ .. بلا عَوْدَة .. !

هُوَ .. ا ل م و ت

هُوَ مَن .. أَخـَذهَا مِن بَين ِأهـْدَابـِي

اسْـتـَلَ رَائِحـَتـَهَا مِن ثِيَابـِي .. حَطمَ قـَلبي ودَمرَ .. كـُل رَونـَق فِي حَيَاتِي !

لـَنْ يَقوَى القـَبرُ عَلى كِتمَانِهَا .. وَلنْ تـَكفِي حُبَيبَات الرِمَال ِ لـ حَجزِهَـا

سَأحفِرُ بـِ يَدَي .. سـَ أنـْتـَشِلُ التـُرَابَ بـِ أظـَافِرِي .. حَتى يَغبرَ شـَعرِي

وَ يـَتـَلطخُ جَسَدِي بـِطِين ِ لحدِها .. !


.
.

اَنـتـَشَلتـُهَا جـِثـَة ! .. لا .. بَل جَسَدٌ حَاكـَى رُوحَهَا الطـَاهِرة !

رَمَقـتـُها بـ ِعَينَين ِمُغـْرَورِقـَتـَان مِن دُمُوع ِ الحَسرَةِ .. مِن دُنيَا جَائِرَة !

رَأسُهَا المُـتـَدَلِي عَلى سَاعِدي .. شـَعرُهَا المَغَسولُ وحَسرَة عَلى مَاضِينـَا الخـَفي !

وَضَعتـُهَا عَلى التـُرَابِ .. و اتخَذتُ لِحدها مَجْـلِسِي ..

لأخلـُدَ فِي سُبَاتٍ .. وَأدَعُ المَوتَ لِي !

سَمِعتُ الأصوَات .. وَالكلُ يُنَادِي يَا عَلي !

تـَرَكتـُهَا مُلقـَاة هُنَاك .. فـَوقَ التـُرَاب .. تحت نور القـَمَر.. بجانب القبر ..

وَ هَـ رِ ب تُ

.
.


لـَحَقوا بي .. أعَانـَنِي قِصَر السور فـَ لـُذتُ هَارِبا ً


مِن أعيُنِهـِم .. مِن صُرَاخِهـِم ..


ومن شفقة أمي .. وحسرة أبي !


.
.



لـَمْ أجن !
مُدرِك ٌ لـِنَظـَرَاتِكـُم هَذِه ِ! .. أشعُرُ بـِنَبرةِ صَوتِكُم وأنـْـتـُم تـَقرَؤون خـَاطِرتِي!

أتَحسَبُونِني قـَد فـَقـَدتُ عَقـلِي ؟

تقولون ..
هل عَشِـقتَ الجُنونَ بَعدَ رَحِيلِها ؟

فـ أقول ..

كـَلا
.. ! بَل افتـَقدتُ الجُنونَ .. مُنذ فـَقدتـُهَا ..

.
.


عَاري القـَدَمَين جَريت ..

مَليءٌ بـالطِين ِ الأحمر ِ..

شـَعري مُغبَر ..

وعَينـَاي دَاهَمَهُمَا السَواد ..

.. سَـ قَ طـْـت ُ ..

قـُمتُ مُسرِعا ً .. هِارِبا ً .. أنظـُرُ تـَارَة خَلفِي .. وَتـَارَة أمَامِي


.. سَـ قَ طـْـت ُ ..

رَفـَعتُ جَسَدِي مُتـَثـَاقِلا ً .. وَدُمُوعِي تـَتسَاقـَط ..


فـ
.. سَـ قَ طـْـت ُ ..

وَضَعت ُ جَبينِي عَلى التـُرَابِ ..

وحَتى لِـ فـَمِي دَخـَل الغـُبَار ..

رَفـَعت ُ رَأسِي .. فـَرَأيتـُه ! ..

ابتـَسَمتُ ابتِسَامَة مُنتـَصِر !


سَأعُـودُ
إلى
التـُرَاب ِ
هَا أنا أحتـَضِر
خُذنِي إليهَا ..
أخِيرا ً سَأحتـَضِنُ رُوَحَها !



أهَلا ً يَا مَلـَكَ المَوت .. !





.

.



22\3\2009  
تحياتي علي البحراني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق