السبت، 7 أغسطس 2010

القـَناعَة

هذا المشهد من حياتي أسميه (( القـَناعَة ))

هذا يا طويلين العمر ..
في يوم من الأيام كان عندي حصة مختبر ( 4 ساعات من الساعة 1:10 الظهر إلى 5:10 المغرب !! )
المهم .. أنا كنت نايم وقعدت الساعة 12:50 !!! متأخر .. وأقوم من فراشي وأبدل وأنا
أتأفف من حراره المكيف ( مع أنه بارد ، سنترال ) ، وأتذمر من البدله .. وأنا ألبسها !!
وتأخري .. وأنا أقول في نفسي : أفففف ليش حالي كذا ! .. ياليت أكون أحسن .. أفففف
ياليت أنا أدرس في الحسا يم أهلي .. شلي بهالبهدال !! ألبس الجواريب مقلوبه .. وأعصب على حالي !! ...

مع أني في الحقيقة مو متأخر .. أقدر ألحق عالحصه !
ومع أني في غرفة باردة .. وتوني قاعد من النوم ومن راحة النوم !
وأنا أدرس في الجامعة .. والدراسة أفضل من قعدة البيت !
لكن كنت مو راضي ..

لبست النظارات الشمسية وطلعت .. الجو صيف والساعة 1 الظهر !
أنا توني طلعت مضت 4 ثواني وبديت أتأفف من الحر وألعن حالي وهالبهدال !

وأنا ماشي في الطريق ..

إلا أصادف مجموعة من عمال النظافة .. قاعدين يخمون الرمل إلى على الطريق ..
كانو خمسة تقريبا ينظفون تحت هالشمس ، وقاعدين يسولفون !

مريت يم واحد وأنا مو طايق حالي .. شوي وإلا يبتسم بوجهي الهندي ويقول : السلام عليكم صديق .. كيف حالك ؟
وهو فرحان وكأنه محصل جائزة !! ..
قلت له : هلا وعليكم السلام ..
ومشيت !

والباقي كانو يخمون ويسولفون ويضحكون ! .. ما أفهم لغة الهنود لكن طريقة كلامهم ونبرة صوتهم
تدل أنهم مستانسين و كأنهم في حفلة !! ، كملت طريقي وأنا أفكر .. شكنت أقول عن حالي .. وشسويت

- هذا الهندي إلي سلم علي مع ابتسامه! وسئل عن أخباري بكل عفويه .
أنا مارديت عليه عدل ولا قلت له شيء عن أخباري .. ولا رديت له الإبتسامه !

- كان يتصبب عرق وصار له يشتغل ساعات تحت الشمس ، وهو مبتسم و مرتاح نفسيا ً .
وأنا طلعت دقيقتين تحت الشمس وبديت ألعن حالي واتأفف !
مع أني توني طالع من مكان بارد ! وكنت نايم مرتاح مو مثله أشتغل تحت الشمس من الصباح !

- هالهنود كلهم بعيدين عن أهلهم متغربين عن وطنهم .. علشان يخدمون وطن ثاني !
علشان ينظفون لشعب ثاني .. شعب ما يقدرهم ولا يحترمهم !
وأنا مسافة قريبة عن أهلي , شبعد الظهران عن الحسا ؟! , و مو عاجبني الوضع وأتمنى أرجع
مع أني ساكن في نفس وطني و أهلي أشوفهم متى ما أبي .. وهم مو مقتنع !


حسيت أني صغير والله .. تمنيت أرجع وأسلم على ذاك الهندي وأبتسم له وأسئل عن أخباره
هالهندي إلي مو دارس .. هالهندي الفقير إلي جاي يشتغل هنا علشان اهله في وطنه
علمني !
علم الطالب الجامعي المتعلم الفاهم !!!!!!

حسيت أني صغير ! وحسيت أني قنوط بالرغم من كل النعم الثانية إلي أنا فيها !
وحسيت أن هالهندي قنوع .. بالرغم من كل النعم هو إلي محروم منها !

رفعت راسي للسماء وقلت : الحمد لله على كل النعم .. اللهم أدم نعمك علينا وزدها ببركة
محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين ، اللهم صلي على محمد وآل محمد .


:::::::::::::::::::::::::::

ماذا نستفيد من هذا المشهد ؟

نفسي تشاركوني أنتو هالمرة ..
ماذا أستفدتم من هذا المشهد ؟

:::::::::::::::::::::::::::


ودمتم سالمين ..
علي البحراني
 

هناك تعليق واحد:

  1. ولا اخليها بنفسك..راح اشاركك
    روح طفي المكيف ..ساعة بس
    واطلع الشارع بون نظارتك الشمسية ..عشر دقايق بس
    وعادي اذا بتشرب ماي "سلام الله على ابو علي"..بس ها ماي حار نفس اللي يشربوه هنود الظهيرة"عمال النظافة "
    بس قبل هذا كله:اعتبر هذي النعم اللي تخليت عنها "او اللي قلت لك تتخلى عنها "قبل شوي .اصلا مو موجودة عندك بالاساس..
    صدقني راح تفهم ابتسامة هالهندي الفقير في عز الحر
    ياعلي يا اخوي..
    انظر في الدنيا لمن هم اقل منك وانظر الدين لمن اعلى منك
    اختك:حساوية

    ردحذف