السبت، 7 أغسطس 2010

البداية كالنهاية

- البداية كالنهاية -
قصة قصيرة
البداية ..
كلها بدأت بصرخة !!
لم أستوعب ما جرى !
كان الأمر مخيفا ً بالنسبة لي .. المكان مظلما ً رطبا ً .. ألامس جدرانه .. لا نافذة ولا باب !
كنت متقوقعا ً على نفسي .. خائفا من الأصوات التي أسمعها خارجا ً .. فجأة بدأ يسحبني من رأسي !
كنت عريانا ً مُلطخا ً بدمي ! .. بدأت أصرخ .. أبكي .. تركوني !

مغمض العينين مُلقا ً على السرير .. أسمع أصوات ً غريبة !

- مبروك
- شكرا ً جزيلا ً
- ماذا سميته ؟
- لن أسبق أمه في تسميته

لا أفهم ما يقولون ! كانت أصواتهم مثل من يتكلم في فقاعة ! .. همهمة .. وبعض الأصوات المتناثرة .. صرخات و وجوهٌ باسمة ! لا أفهم ما يقولون !
بكاء ! ..أني أميز هذا الصوت , من جاري المستلقي بجانبي ، أعرف أن هذا صوت بكاءه فقد اعتدت عليه !

بعد فترة حملوني عاليا ً .. كنت خائفا ً .. رفعوني ثم أنزلوني على سرير ٍ آخر .. ولكن هذا السرير غير الذي كنت فيه .. هذا أدفأ .. أنعم .. أحن .. لقد ضمني إليه !!!!

لحظه !

إنه صدر أمي !!





النهاية ..
كلها بدأت بسرعة !!
لم أستوعب ما جرى !!
كنت ملقا ً على الأرض .. ملطخا ً بدمي !
صراخ دوى هدوء المكان .. صوت لهيب النار في الهواء .. قطع حديدية تتساقط من السماء .. ملقا ً على ظهري ، على يميني رأيت أخي نائم في بركة دماءه ..

أحلاما سعيدة يا أخي !
انفجار !
صفارات الإسعاف ..

ظلام !

مغمض العينين على السرير !
دقيقة واحدة .. كأني أعرف هذا المكان ؟!! أسمع أصواتً غريبة !

- لا حول ولا قوة إلا بالله
- هون عليك يا رجل .. الحمد لله على سلامته !
- أهون على نفسي ! الأول في العناية المركزة والثاني رحل .. مات !
- أصبر على بلائك .. لا حول ولا قوة إلا بالله !

أحاول أن أفهم .. أحاول أن أنهض ... آآآه لا أستطيع .. كنت مغطى العينين !
صوت دقات قلبي أسمعها من صدري .. وصداها يتردد على جهاز النبضات .. ما هذا؟
ألامس أنفي .. أشعر بأنابيب داخلة فيه ! أتحسس جسدي ، كنت نصف عريان ، مغطى بالأنابيب و أشياء أخرى معلقة بأصابعي ! إني مقيد ... محبوس !

بعد فترة حملوني عاليا ً .. كنت خائفا ً .. ذهبوا بي إلى سرير ٍ آخر ! سمعت صوت بكاء ونحيب ..
لا أعلم ما يجري !

فجأة !
أُلقي علي شيء دافئ ! .. يرتجف .. يئن .. لحظة ... إنه صدرُ أمي !

صوت أبي : طمني يا دكتور ؟
- نجا بأعجوبة !
- طمني يا دكتور ؟
- بخير ، ولكن سمعه أصبح ثقيلا ً جراء صوت الانفجار و ..
- وماذا ؟!!!
- و ... و فقد بصره !
- لا حول ولا قوة إلا بالله .. لا حول ولا قوة إلا بالله !

فقدتُ بصري ؟! حقا ً ؟ وما الفارق فالبداية كالنهاية !
ولدت ُ حين الولادة لا أرى .. و أموت حين الوفاة لا أرى !

تأليف: علي البحراني

:::::::::::::::::::::::::::::::

ها شرايكم ؟
البعض بيقول خرابيط وما فهمنا شيء ، لكن قولي لي رأيكم بكل صراحة
 
تحياتي 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق