السبت، 7 أغسطس 2010

الملهـوف


أحترت من أين أبدأ ؟!
أمن مرحلة الطفولة ؟
أم المراهقة ؟
أم أبدأ من مرحلة الرجولة ؟

فـ قررت أن استوحي مشاهدي من واقعي أولا ً
سأبدأ من هنا .. من حياتي الجامعية ..


:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :

هذا المشهد من حياتي أسميه ((
الملهوف ))
بسم الله الرحمن الرحيم
،،


في السمستر الثاني ( الفصل الدراسي الثاني ) قبل هالصيف كنت منزل
رياضيات
فيزياء
إنجليزي
برمجة حاسب
دراسات إسلامية

المهم .. كنت أنا مخصبق في مادة الفيزياء ( مع إني أحبها حيل ) ..
بينما في الرياضيات والمواد الثانية ماشيء والحمد لله .. يعني كنت خايف من الفيزياء

حاولت أنظم وقتي بين المواد .. وركزت طول الوقت على الرياضيات ،
والإنجليزي ( لأن لازم نسوي بحث ونكتب تقرير "ريبورت" ) وآخر شيء
كنت أركز عليه الفيزياء .. ما ادري ليه .. لكن كنت آخر الأسابيع من الدراسة
طفشان وحدي بايع الدنيا ههههههه ، المهم .. كان أول أختبار لي هو
الدراسات الإسلامية .. وبعدها
يوم الأربعاء برمجة حاسب
يوم الخميس رياضيات
والسبت إنجليزي
والأثنين فيزياء <<< مخلينه آخر يوم هالملاعين

فإختبرت برمجة وبدعت .. ورياضيات بعدها .. وضيعت الجمعة الصباح نوم
وذاكرت إنجليزي شوي .. أختبرت السبت .. ويوم الأحد ماذاكرت فيزاء !!
كانت نفسيتي زفت .. كنت أروح غرفة الشباب .. هم يذاكرون وأنا بس أستمع لهم
وأقرى عزاء ومواليد على حسب << الأخ مايسمع أغاني

المهم .. حالتي في مادة الفيزياء لا تسر لا عدو ولا صديق .. ظليت من صباح يوم الأحد وأنا أتليعب ..
جات الساعة 2 الظهر .. جاني رفيجي ( هو سيد ) .. يبيني أوديه الخبر علشان يجيب سيارته من المصلح !

سفير ( علي) : أنا مشغول بذاكر ههههه
السيد : شتذاكر ؟! من الصباح وأنت تنعي وتعزي .. صاير لنا باسم على غفلة !
قلت : المهم .. خلاص بذاكر بكرة الإختبار وأنا خايف منه !
السيد : علي بتوديني وإلا أشوف غيرك ؟ جيت لك فلاتماطل .. بتوديني وإلا لا ؟
قلت : لحوووول .. طيب .. كم المشوار ؟
السيد : 40 دقيقة .. بس توديني الخبر للمصلح تقطني وترجع بس ..
قلت : طيب .. يالله مشينا ..

وفعلا .. ركبنا السيارة وطلعنا من الجامعة .. وأنا مخطط اوصله وأرجع بسرعة
والساعة 3 أبدأ مذاكرة الفيزياء إلى المغرب .. وبعد المغرب اتعشى وأنام الساعة 10
لأني أنا من النوع إلي بعد الساعة 11 في الليل عقلي يقفل
أذاكر العصر مع بعد المغرب .. المهم
طلعنا الساعة 2:20 الظهر تقريبا ً علشان سيارة السيد في الخبر ..
ركبت السيارة وشغلت عزاء .. والسيد قال : بس هذا حالك من الصباح !
وتونا طلعنا من بوابة الجامعة .. إلا نشوف عجوز يمشي في الشارع لحاله !
مرينا عليه وأنا أقول للسيد .. شرايك نوصله ؟
بدأ السيد يضحك ( مستغرب مني يعني ! ) .. شوي وإلا أنا وقفت !
السيد : شفيك ؟
علي : بنوصل هالعجوز هههههههه
جاء العجوز .. أنا قصرت عالعزاء ، طل من النافذة .. نظرنا إليه مستغربين ..
كان نصف وجهه مشوه مسكين !

قال لنا العجوز : السلام عليكم .. وليدي تقدر توصلني بيتنا ؟
علي: إي . بس وين أنت ساكن ؟
العجوز : في الثقبة ..
علي : زين قريبة .. إحنا بنروح الخبر .. أركب حجي
ركب معانا ..
العجوز : الله يخليكم لأهلكم .. الله يخليكم .. الجو حار يالله
السيد ساكت طول الوقت .. وأنا بديت أتكلم ..
علي : أقول حجي .. شكنت تسوي في الجامعة هالي طالع الساعة 2 منها ؟
العجوز : أنا أشتغل في المطبخ المركزي للجامعة .. وكل يوم يجي أخوي ياخذني
لكن اليوم قال ماراح يجي لأن ولده مريض وبيروح المستشفى ...
علي : اهاااا .. طيب وكنت معزم تمشي للثقبة مشي ؟
العجوز : إي بعد شسوي لازم امشي .. بس أنتو الله يخليكم وقفتوا لي ..

(( مع العلم أن بين الجامعة والثقبة خطوط سريعة والمسافة إلى المناطق السكنية
بعيده .. يعني أتوقع لو هالعجوز كان يمشي .. طلع من الساعة 2 الظهر ، أتوقع يوصل 7 المغرب ؟!!!! ))

سمع صوت عزاء بصوت خفيف .. شوي وإلا يقول لنا ..
العجوز : هذا عزا ؟
علي : إي عزا !
العجوز : سلام الله على أهل البيت ! .. طول عليه خل نتسمع ..
(( طلع هو من جماعتنا ومن الحسا بعد هههههه .. لكن ساكنين في الثقبة ))

المهم .. وصلنا الثقبة ..
علي : ها حجي وين أوقف ؟
العجوز يتلفت وكأنه أول مرة يجي هالمكان !
علي : ياحجي .. حجي !
العجوز : ها ! .. وين أحنا ؟
علي : في الثقبة !
العجوز : آآآآآه .. ما أدري وين بيتنا ؟
علي : ها !!
العجوز : أدخل بهالنافذ ..
وندخل من نافذ ونطلع من نافذ .. ونفس الشوارع نمر عليهم !!
العجوز : الله يلعن الحادث .. صار لي من عشرين سنة حادث سيارة
ومن ذاك اليوم وأنا ما أقدر أتذكر حاجة ! ..
علي وهو متوهق : ها !! شلون الحين ؟
العجوز : آسف وليدي تعبتك معاي .. خلاص نزلني هنا !
علي : ماراح أنزلك هنا ! .. عندك جوال على الأقل نتصل على أخوك ؟
العجوز : لا يا وليدي ماعندي جوال .. خلاص أدري تعبتكم معاي .. تركوني هنا
السيد : طيب ما تدري شسم الشارع إلي فيه بيتكم ؟
العجوز : إي .. بيتنا على شارع حائل يم سوق الجمعة ..
السيد : طيب.. خلاص علي .. أحنا في الثقة خل ندور عن شارع حائل ..
علي : حلو .. يالله
ونقعد ندور عن هالشارع مو قادرين نحصله !!
حسنا الثقبة حوس .. نسئل عن سوق الجمعة ونسئل عن شارع حائل
الكل يستغرب !! يقولون شارح حائل هنا وسوق الجمعة هناك .. ما يلتقون !!

وأخذ عاد ضعنا احنا بعد في الثقبة !!!
صارت الساعة 3 وربع .. وأنا ماكل هم المذاكره والسيد متنرفز شوي وساكت
العجوز : أدري والله .. أدري أني تعبتكم وثقلت عليكم .. بس الله يلعن هالحادث
تدرون صار لي حادث قبل عشرين سنة ..
وعاد لنا نفس القصة !! .. الرجال كان ينسى حتى شقال قبل ساعة !
نزلت سئلت رجال عن شارع حائل إلي جنبه سوق الجمعة ! ، رجعت السيارة
علي : حجي .. الرجال يقول أن شارع حائل ورانا .. وسوق الجمعة قدام بعيد !
العجوز : أدري تعبتكم وأنتو قلتو لي أن عندكم أختبارات .. خلاص خلوني هنا ..

(( شلون أنزله هنا وهو عجوز لحاله الساعة 3 الظهر !! ، شلون اخليه وهو مو مثبت وين بيتهم .. ولا عنده جوال !! ..
حالته مسكين أتوقع إذا شافوه شباب طايشين يقعدون يتمصخرون على شكله أو يسببون له مشاكل .. والمشكلة أن
حتى أخوه لو رجع البيت ماراح يحصله وإن رجع الجامعة الجامعة ماراح يحصله !! وأقعد متحير .. ما أدري شسوي ... ))

السيد : خلاص علي .. خل نروح لسوق الجمعة ومن هناك نشوف يمكن يتذكر حاجة ..
علي : حجي .. بنروح جهة سوق الجمعة ومن هناك يمكن تدل بيتكم .. زين ؟
العجوز : الله يكثر من أمثالكم .. والله مستحي منكم ..
علي : مو مشكلة حجي ..
ونروح صوب سوق الجمعة إلي وصفاه الرجال لنا .. وضعنا !
ونسئل ناس وكل شخص يوصف لنا طريق مختلف !!

صارت الساعة
3:50 .. وأحنا ندور وندور .. سئلنا شخص قال سوق الجمعة
أعتقد خلف إسكان الثقبة .. وصرنا ندور عن أسكان الثقبة .. وندور وندور
والعجوز يدعو لنا ويرجع على سالفة الحادث وفقدانه الذاكرة ...
صارت الساعة
4:15 .. أنا هنا قلت في قلبي شكلنا ماراح نوصل إلا في الليل
وكل مرة يقول لنا " خلاص ياوليدي أتركني هنا وأنا أدبر روحي " ، كل ما قال هالجملة
أتمسك فيه أكثر .. وأقول .. ماراح نتركك لين نوصلك لباب بيتكم ..

السيد بدأ يتأفأف .. وخصوصا هم مابعد يخلص مراجعة المنهج كله ( بكره عندنا أختبار فيزياء)
أنا هنا غيرت شريط العزاء .. ( صار الجو كئيب هههههههه ) غيرته وحطيت خطبة
للإمام علي - عليه السلام - أسمها خطبة الوسيلة .. بصوت ميثم كاظم
وأحنا ندور وندور .. وعند كل أشارة نسئل الناس ... العجوز خنقته العبرة
العجوز على وشك البكاء : آآآآه من هالحادث .. دمرني وتعبتكم ياعيالي .. خلاص خلاص
وقف هنا وروحو .. خلاص أتركني هنا ...
السيد أشر لي وكأنه يقول .. خلاص خل ننزله هنا !
وانا محتار .. وبينما نحن كذالك .. مرت لحظه سكوت منا أحنا الثلاثة .. ما نسمع إلا
صوت المسجل على خطبة الإمام علي .. وكلنا سمعنا هالمقطع من المسجل ..
(((( ..
من كفارات الذنوب العظام إغاثة الملهوف .. )))) !


آآآآآآآآآآآآآآآآآه عليك يا أمير المؤمنين .. كان الإمام معانا .. كلنا حسينا فيه
.. لمن عزمنا نتركه في طرف الثقبة يعتبر رحنا .. جاء النداء من خطبة الإمام علي أنه
(((( ..
من كفارات الذنوب العظام إغاثة الملهوف .. )))) ، وكأنها أشارة بأن أستمروا
وفعلا وقفت مع نفسي وهذا إلي فكرت فيه .. وكملت .. ماتركنا العجوز ..

صارت الساعة
5 العصر !! .. وأحنا ندور وندور ..
صرنا كلنا ساكتين وطفيت المسجل .. وصرنا بس كل ماوقفنا عند اشارة ننزل النافذة
ونسئل الأوادم وين سوق الجمعة .. وقفنا عند أشارة وكلنا زهقنا !
نزلت النافذة وأشرت للسيارة إلي جنبي
كان فيها رجال عجوز ثاني ..
علي : أقول حجي تعرف وين نحصل سوق الجمعة ؟
العجوز إلي في السيارة : سوق الجمعة .. ( يأشر بصبعه لقدام ) هذهُ .. شوفه قدامك
وألتفت لقدام وأشوف لوحة شكبرها مكتوب عليها ( أسواق الجمعة ) .. أستانست
والسيد أبتسم .. والعجوز فرح .. وكان يقول .. أيوه هنا بيتنا على هالشارع
شكرنا العجوز إلي في السيارة .. ورحنا صوب السوق ..
العجوز : خلاص .. أتركني هنا أنا أدل ..
علي : ها ها ها .. بعد كل هذا تبيني أتركك هنا .. خلاص مدام وصلنا لازم أوصلك
لعند باب بيتكم ..
العجوز : الله يخليكم الله يوفقكم .. تعبتكم معاي والله خجلان منكم ..
وجهنا إلي بيتهم .. إلى أن وصلنا إلى باب بيتهم كان فرحااااااااان حيل ..
العجوز : تفضلوا عالغدا
السيد : مشكور
علي : تسلم حجي .. بس أبي منك شغله ..
العجوز وهو فرحان : وشو
علي : بكره عندنا اختبار فيزياء صعب .. أدعُ لنا حجي ان الله يوفقنا ..
العجوز : الله يوفقكم ويعطيكم مناكم يارب ..
نزل .. ومامشينا إى أن دخل البيت ..
حسينا بالراحة أنا والسيد .. وكأن سوينا شيء عظيم .. ههههههههه
رحنا لورشة السيارات لسيارة السيد .. 5:40 تركته هناك .. ورجعت الجامعة
الساعة
6 المغرب تقريبا ً ... رجعت غرفة الشباب ...
الشباب : ها شالمشوار إلي 40 دقيقة ؟؟
علي : ههههههه هالمشوار طلع علينا اغلا من بيع السوق خخخخخخخ
من 40 دقيقة إلى 4 ساعات تقريبا ً .. ،
صليت المغرب وكنت تعبااااااان .. تعشيت 8
ونمت 9 ...


صحيت يوم ثاني وأنا أرتجف من الخوف .. دخلنا الإختبار .. وكان صعب
خبصت لين قلت بس .. وطلعت ...
ونزلت الأحساء بنفس اليوم .. كان هذا آخر أختبار ..
أمي تسئلني شسويت وأنا اقول : إن شاء الله زين ..

بعد ثلاثة أيام .. طلعت النتايج .. شتتوقعون ؟

















في كل المواد جبت جيد جدا ً إلا الفيزياء جبت فيها ممتاز !
الرياضيت و الإنجليزي والبرمجة والدراسات الإسلامية =
B
والفيزياء =
A
طرت من الفرح .. وعلى طول تذكرت دعوة العجوز إلي بهدلنا 4 ساعات هههههههه
وتذكرت كلام أمير المؤمنين - عليه السلام - :
"..من كفارات الذنوب العظام إغاثة الملهوف.." .

::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
(( ماذا نستفيد من هذا المشهد ؟ ))
أعتقد الفائدة واضحة كالشمس
لا تترددون في أغاثة اي ملهوف أو مكروب اراد مساعة مهما كانت صعبة
أو طويلة ... آثارها دُنيوية وأخروية ...
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
ودمتم سالمين ..
عليے البحران
يے

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق