محراب الغربة

(( مِحرَابُ الغُربة ))




ارتَمَت عَليّ .. احْـتَضَـنَـتْـنِي ** وَ بكَلِمَاتِ الأعيُن حَدَثتني
رَأتْ في عَينيّ هَما ً وغَما ً ** غَمَامة ُ سَوادٍ عَلـى مَتـْني
لا تَقلقِي يَا رَفيقَة الدَرب
سَأقولُ لكِ مَا الخَطب

طَعَـنَ برمُـحِ غَيظِـهِ كَتـِـفي ** وسَالتْ مَآس ٍ وَهُموم
ضَرَبَ بكَفِ الأترَاحِ خَدّي ** وَجِراح الأتْرَاح تَدوم
لـَـــنْ أبك ِ الآن .. لا فَأنا رَجُـل
زَمنٌ دَنِيء .. لا حَياءٌ وَلا وَجَل

مِن مِحرَابِ الغُربةِ خُذِيني ** وَ أنشُرِي جَسَدكِ عَليّ
مِن مُصَابِ النَشـوَةِ اِنتَشِليني ** وَ أغسِلي بدُموعِكِ عَينَيّ
بالمَاءِ المُقَدَسِ أشرِبينِي كَـأسا ً
و بـشِفَاهِ العِفَةِ قَبلينِي عِشقا ً


لَـكِ كُـنـتُ عَبـْـدا ً ** وَكَذِبَ مَن قَالَ العِشقُ دِينِي
لَـكِ صِـرْتُ رَمزَا ً ** مَنَارَةُ بَحرٍ وَ النورُ عَيني

ارفَعِي رَأسا ً و أرِينِي حُسْنا ً
وَ بهَمَسَاتِ العَودَةِ اسْمِعِيني شَوقا ً


مِن مَوَدَتـُكِ الهَائِمة ألبِسِيني ** وَضَعِي يَديكِ بيَدِي
مِن صَوتـُكِ العَذب أسمِعِيني ** وَ أحلُمِي بعَالَمَكِ مَعِي

أنظُرِي إليّ كالمَجنون قَيسا ً
اعشَقِينِي كَـ لَيلى حُباً و طَيشا ً

أَنتِ مَلجَئِي فَأجِيرِي عَبَرَاتِي ** احتَوِينِي وَ سَكِنِي رَوعِي
أَنتِ وَطَنِي فأحمَي سَكَنَـاتِي ** لَمْلِمِيني وَامْسَحِي دَمْـعِي


هَوَ زَمَنِي يَا وَردَةَ البُسْـتَان ِ ..
جِرَاحُ صَدِيق .. نِفَاق .. كَذِبٌ وَ بُهتَان ..
يُريدونَ فَشَلِي تَعَاسَتي فِي كُلِ زَمَان ..
لَنْ يَحصُلوا عَليه .. سَأقَاومُ حَتَى النِسيَان !
لَنْ أغفِرَ لَهم .. قَلبِي حَجَر لا يَعْرِفُ الغُفرَان !

لا تَقلَقِي وَلا تَستَائِي ** فَقَد أعتَدتُ عَذَابـي
لا تَبك ِ وَلا تَحتَارِي ** هَا أَنا ذَا وَهَذا مُصَابي !

أنتـظر آرائكم و تعليقاتكم ..  

تح ـيات ـي ..

علي البحراني