الأربعاء، 3 نوفمبر 2010

تـجـارة بـيـع الأحــلام !

مكتبة جرير من الذي لا يحبها ؟  شخصيا ً اذا ذهبت الى هذه ِ المكتبة لابد وأن أشتري شيئا ً ! .. أشعر أنني أريد شرائها كلها مايميزها اهتمامها ببعض الأشياء التي لاتتواجد في باقي المكتبات مثل ادوات الرسم وملحقاتها جميعا الأدوات الإلكترونية وبيع الابتوبات والكاميرات وغيرها من الكتب، الكتب حكاية أخرى مع مكتبة جرير  .. الكتب العربية والأجنبية بكل الأنواع و التوجهات كتب علمية وبحثية وكتب عن الطبخ وأخرى عن الرياضة وكتب أطفال وغيرها .. والذي أثار إهتمامي بهذهِ المكتبة هو وجود مقاعد خاصة للقراءة .. تستطيع انتقاء كتاب وقراءته بالكامل في جرير بدون شراءه وهذه ِ الميزة لاتجدها في اي مكتبة أخرى ! اليوم ذهبت المكتبة وألقيت نظرة على آخر إصدارات الكتب وأخذت نشرة تعريفية عن الكتب المتواجدة لاحظت شيء وقد انتشر بشكل مريب !.. وهو كثرة الكتب التي تتحدث عن تطوير الحياة والنجاح والأحلام كثرت الكتب التي تتحدث عن أحلامك .. كيف تحقق حلمك .. واجه أحلامك .. الحلم .. السر .. وغيرها وهذا الشيء خطير اذا لم نعي ذالك !

توضيح: هناك ثلاثة أنواع من الكتب والإعلانات التي توصل فكرة معينه وهم:
النوع الأول: هو أن الإنسان قادر على تحقيق أحلامه بالدراسة العلمية والجهد العملي الدائم.
النوع الثاني: الإنسان يحلم بمايريد تحقيقه ويتخيل نجاحه بتفاصيله ويهئ نفسه لهذا الأمر ويقتنص الفرص ويعمل.
النوع الثالث: على الإنسان أن يحلم فقط .. لايعتمد على الله .. لايعتمد على العمل .. أحلم فقط وستحصل ماتصبوا اليه


النوع الأول كان العالم يتبعه لعقود طويلة وهو ينفع لكن علته انه بدون تخطيط وبدون وضع هدف ثابت.
النوع الثاني بدأ العالم يتحدث عنه مؤخرا ً ويعتمد نظام وضع هدف وتخيله والتخطيط بالعلم والعمل لتحقيقه.
النوع الثالث وهو الجديد علينا والمخيف هو ايهام الناس ان النجاح والإنجازات ستاتي إليك بمجرد التفكير بها والحلم !


أعلم أنه صعب التمييز بين النوع الثاني والثالث (وهنا تكمن الخطورة) لكن بإختصار
النوع الثاني يقول : أحلم + إجتهد وأعمل = نجاح
النوع الثالث يقول: أحلم فقط و لاتعتمد على أي شيء = نجاح !


لاحظت انتشار هذه ِ الظاهرة بشكل واسع على النطاق الإعلامي ( تلفزيون، كتب ، راديو ) القنوات التلفزيونية تروج لمسابقات وبرامج الواقع على أن هذا حلمك .. والحلم يكون عن طريق أنك تحلم بس احلم تصير مغني مشهور أو ممثل أو ثري .. الخ، يروجون على أن تقدر توصل لحلمك ونجاحك بسهولة وراحة، قناة أم بي سي ( mbc ) كانت عندها مسابقة في التلفاز والراديو أسمها مسابقة الحلم .. هل تحلم بإمتلاك فيلا فخمه ؟ هل تحلم بالزواج من أميرة أحلامك ؟ هل تحلم برحلة إلى باريس؟ .. كل ماعليك فعله أرسال كلمة (حلم) على الأرقام التالية !
هذا الذي يسمى بتجارة الأحلام .. يلعبون على وتر الأماني ورغبات الناس .. ويوهمونهم بأن مجرد رسالة قيمتها ريالان ستحقق لك فيلا أو زوجة أو رحلة سياحية ! .. وهناك الكثير من البرامج والقنوات التي تتوجه لهذا التوجه مؤخرا ً، يقول روبرت بولت الرئيس التنفيذي لمجموعة قوتشي (Gucci Group) المعروفة للأزياء والإكسسوارات النسائية .. يقول :
  believe that the company is in the business of selling dreams and you can put a price tag on a dream


بمعنى: " أأمن أن الشركة في مجال بيع الأحلام - ونستطيع أن نضع بطاقة سعر على الحلم "
يريدون تجريد الناس من التفكير بواقعية أو لعمل على تغيير الواقع للأفضل ولا يريدون "مؤمنين" أي لايردون أناس يؤمنون بوجود رب أو الله يلجأون إليه ويعملون بجد تحت إيمان أنهم سيحققون أحلامهم بجهدهم وبإيمانهم وإيجابيتهم الروحية لا .. بل يريدون أناس تحلم وتحلم فقط .. وبحملتهم هذه يروجون لأن ( الإنسان هو الطاقة العظمى - Human is the great power ) ولا داعي لوجود الله أو الرب ولا داعي لأن تكون متفائلا ً وإيجابيا ً ولا داعي للعمل الشاق والإجتهاد المتعب، أحلم فقط


الدكتور بروس ولكنسون - Bruce Wilkinson كاتب مشهور ومنتج إعلامي ومتحدث محبوب في أمريكا وكندا ألف كتاب سماه ( واهب الأحلام - Dreams Giver ) ، فكرة الكتاب هي أن لا تطلب من الله ماتريد ولا تدعوا له .. لاتعمل وتجهد حالك .. فقط أحلم وحلمك سيتحقق من تلقاء ذاته لأن الكون يحب النجاح ! يعني كاتب مشهور ومتحدث محبوب مثل بروس ولكنسون ممكن يأثر على ملايين بسبب كلامه هذا ! .. وبسبب كتابة الذي بيعت ملايين النسخ منه !.. لماذا ؟ لأن الأن أصبحوا يتاجرون بالأحلام, مقابلة مع بروس ولكنسون (هنــــا)


لا أحب أن أطيل في الحديث فهذا المجال واسع وعميق ومحير ! لذا فقط أريد أن أنصح الجميع بتوخي الحذر في إنتقاء وشراء الكتب التي تتحدث عن الإنجازات والنجاح كتب بعناوين لماعة وجذابة ربما تغير نظرتك للحياة بشكل غير مناسب وفي النهاية لاتحقق أي شيء من أحلامك لأن بعض هذه ِ الكتب تدعوك للحلم و الوصول للنجاح بالطريقة السهلة المريحة وراقبوا الإعلام جيدا ً سواء في التلفاز أو الكتب وحتى الراديو  
اتطلع لقراءة آرائكم ، من لديه رابط مفيد أو مقالة تثري الموضوع يستطيع أن يشاركنا بوضعها بالرد.

 دمتم في رعاية الله وحفظه تحياتي
م. علي البحراني